في المجال العسكري، اكتسب موقع القدس الجغرافي أهمية خاصة نظراً للحماية الطبيعية التي تزيد في الدفاع عنه وعندما كانت الحملات العسكرية تنجح في احتلال القدس، كان ذلك النجاح إيذاناً باحتلال سائر فلسطين والمناطق المجاورة لها .... وكانت نشأة النواة الأولى لمدينة القدس على تلال الضهور ( الطور- تل أوفل) المطلة على قرية سلوان إلى الجنوب الشرقي من المسجد الأقصى ، وقد اختير هذا الموضع الدفاعي لتوفير أسباب الحماية والأمن لهذه المدينة الناشئة ، وساعدت مياه عين أم الدرج في الجانب الشرقي من الضهور على توفير المياه للسكان ، وأحاط بهذا الموقع وادي قدرون (جهنم) من الناحية الشرقية ، وأحاط به من الجهة الجنوبية وادي هنوم ( الربابة ) ووادي الزبل من الجهة الغربية " وقد كونت هذه الأودية الثلاثة خطوطاً دفاعية طبيعية جعلت اقتحام القدس القديمة أمراً صعباً ، إلا من الجهتين الشمالية والشمالية الغربية " وبناء عليه استولت عليها جميع الجيوش عبر التاريخ ودخلتها من جهة الشمال .